تعريف التنويم بالإيحاء
اختلفت تعريفات التنويم بالإيحاء من مدرسة لأخرى ومن مدرب ومعالج لآخر ،
فكل يرى التنويم بالإيحاء من وجهة نظره ومن فلسفته الخاصة ولكن يبقى
التعريف العالمي للتنويم بالإيحاء وهو :
حالة ذهنية مختلفة يصبح فيها الشخص متقبل وبقدر كبير للاقتراحات والتوجيهات الموجهة اليه وتسمى بالترانس Trance ، وهي حالة تعليمية Learning State ويتعلم
فيها الفرد كيف يمكنه التغلب على مشاكله الخاصة ، للتخلص من مشاعر سلبية
او سلوكيات او لتوليد سلوكيات جديدة مختلفة وايجابية .
ومن الطبيعي ان ندخل في هذه الحالة بشكل مستمر قد يصل الى اكثر من 15 مرة
يوميا ، فالحالة المذكوره اعلاه "الترانس" هي الحالة التي نصبح فيها خارجين
عن الادراك والتركيز الواعي الى ادراك وتركيز لا واعي ، وكانك تقود سيارة
ما ، وفي خلال قيادتك للسيارة فان عقلك اللاواعي هو المسئول عن الطريق
بالكامل وعقلك الواعي يتفكر في شىء اخر يشغل بالك كمشكلة على سبيل المثال
او مشروع ما فتجد اغلب السائقين يقومون بالقيادة لمسافات طويلة دون التركيز
في الطريق ، او على سبيل المثال تريد الذهاب الى مكان ما لصديق مثلا ،
فتخرج من المنزل لتمشي فتصل الى المكان ولكنك لا تتذكر كيف وصلت اليه حيث
انه في وقت انشغال عقلك الواعي بأحد الافكار المسيطرة عليك يقوم عقلك
اللاواعي بتوجيه الدفة وتحقيق اهدافك .
ويحدث التنويم عند فصل الوعي عن اللاوعي او بمعنى ادق ادخال الشخص في حالة
التنويم يتطلب تجنب الجزء المسئول عن المقاومة والتحليل ، فلو اخبرتك
بوجود حيوان خرافي يعيش بيننا ، فعلى أغلب الظن لن تصدق هذا الكلام لان
عقلك الواعي قام بتحليل الكلام ومقارنته في اقل من ثانية بكامل تجاربك
وخبراتك ومعلوماتك الحياتية لتصل الى نتيجة الا وهي "لا اوافق على هذا
الكلام" ، ولكن اغلب المشاهدين لأفلام الرعب والاثارة يشعورن بالخوف من نفس
هذا الحيوان الذي يرونه على الشاشة مع علمهم وتيقنهم بأنه غير موجود او
حقيقي ومع ذلك فبسبب اندماجهم بحالة الترانس والتعلم يبدأوا في تصديق ما
يحدث امامهم على شاشة الفيلم وقد يتطور الموضوع لأكثر من هذا لدرجة انه بعد
انتهاء الفيلم يشعر المشاهد بخوف من التحرك وحيدا في الظلام وذلك لان
الافكار التي زرعت في عقله في خلال الفيلم مازالت تطارده حتى بعد انتهاءه .
فالتنويم هو عملية رغبة وتركيز واسترخاء وتعلم ، اي انك لديك رغبة في
التغيير فتقوم بالتركيز بشده ويسترخي عقلك الواعي (ويتوقف عن المقاومة
والتحليل) لتتعلم كيف تستطيع تحقيق ماترغب فيه .
وفي خلال المقالة سوف نتعرف على فكرة عمل التنويم بالإيحاء كونه عملية
"نسخ نفسي وعصبي" وكيف ينجح كل مرة وكيف تستطيع ان تصبح احد اكثر المعالجين
احترافية في الشرق الاوسط .
وكل وذلك يعني اننا ندخل في حالة الترانس والتنويم بالإيحاء حتى بدون
علمنا او اختيارنا لذلك ، اما في خلال جلسات التنويم بالإيحاء فنقوم
بالذهاب الى احد المتخصصين المحترفين لتنفيذ ما يسمى "بالجلسة العلاجية"
للتخلص من احد مشكلاتنا النفسية بمنتهى السهولة واليسر
وقد عرف التنويم بالإيحاء منذ قديم الازل فقد استخدمه المصريون القدماء
والهنود لمداواة الاشخاص وايضا استخدمه الكهنة المصريون للتأثير على العامة
واقناعهم بأي شىء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق